• وقوله:"وَلَا يُؤَمُّ الرَّجُلُ": على بناءِ المفعُوْل. "وَلَا يُجْلَسُ": والصِّيْغَةُ للنَّهْي، ويحتمل أنَّه نَفْيٌ بمعنى النَّهْي، ويمكن بناءُ الفعلينْ للفاعل وإضمارُ الفاعل لظهوره، أي: لا يؤُمُّ أحدٌ أو إمامٌ، ولا يَجْلِسُ جالسٌ. وأمَّا جَعْلُ الرَّجُل المذكور فاعلا وتقدير المفعول فبعيد من حيث يلزم رجْعُ ضمير "سُلْطَانِه، وَتَكْرِمَتِه، وبإذْنِه" إلى المقدر، والمراد بـ "السُّلْطَانِ" مَحَلُّ السُّلْطان وهو موضِعُ يملكه الرَّجُل، أو يَتَسَلَّطُ عليه بالتَّصَرُّفِ كصاحب المجلس وإمام المجلس؛ فإنَّه أحقُّ من غيره وإن كان أفقه لئلا يؤدِّيْ ذلك إلى التَّبَاغُضِ والخلافِ الذي شُرِعَ الاجتماعُ لرَفْعِه. "والتَكْرِمَة": الموضعُ الخالصُ لجُلُوْسِ الرَّجُل من فِرَاشٍ وسريرٍ ممَّا يُعَدُّ لإكْرَامِه، وهي تَفْعَلَةٌ من الكَرَامَة، وهذَا الحديثُ بوَجْهَين: إمَّا النَّسْخُ بحَدِيث إمَامَةِ أبي بَكْر مع أنَّ أقرأ القَوْم أبَيٌّ، وكانَ أبُو بكر أعلمَ كما رُوِيَ عن أبي سعيد (١). وإمَّا بأنَّ أقْرأهُمْ كانَ أعلَمَهُم؛ لأنَّهم كانُوْا يأخُذُوْنَ القرآنَ بالمَعَانِي والحُكْمُ مخصوصٌ بِهم، ولايَخْفَى ما بَيْنَ الْجَوَابَيْن مِنَ التَّنَافِي، ثُمَّ لفظُ الحَدِيث يَقْتَضِي عمومَ الْحُكْم. والله تعالى أعلم.
• قوله:"وقَالَ بَعْضُهُمْ … "إلخ، الخلافُ مَبْنِيٌّ على الخِلاف فِي مُتَعَلِّقِ "إلا بإذْنِهِ" هل هو متعلقٌ بالفِعْلَين أو الثَّانِي فقطّ.
(١) راجع: صحيح البخاري، أبواب القبلة، الخَوْخَة والمَمَرُّ في المسجد، ح: ٤٦٦، وصحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب من فضائل أبي بكر الصديق ﵁، ح: ٢٣٨٢.