للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لتَعْلِيْقِه بالعلم؟

ويمكن أن يكون "كَانَ" بمعنى صَارَ، أي: لَصَارَ الوُقُوْفُ خَفِيْفًا عليه مِنَ المُرُوْر، والمرادُ بقوله: "لَوْ يَعْلَمُ": علمَ تَفْصيلٍ، أي: مُعَايَنَةً، وإلا فقد عَلِمَ بإخْبَارِ الصَّادِقِ كثيرٌ من المَارَّيْنَ.

• وقوله: "خَيْرًا": بالنَّصَب فِي نُسْخَتِنَا، وفِي كثيرٍ من نُسَخِ الترمذي بالرَّفْع، والصَّوَابُ النَّصْبُ، والرَّفْع فيما يظهر سَهْوٌ من بعْضٍ. وقال السيوطيُّ: وَقَعَ ههنا منَ النَّاسِخِينَ بالرَّفْع على أنَّه اسمُ "كان " وفِي البُخاريِّ بالنَّصَب على الخَبَرِيَّةِ (١)، وفيه أن قوله: "أنْ يَقِفَ" اسم معرفة تقديرًا، أي: وقوفُه، و"خَيْرًا" نكرة فلا يصِحُّ "خَيْرٌ" اسمًا لـ "كان"، و"أنْ يَقِفَ" خَبره على أن المعنى يأبَى ذلك، ولكَوْن "أنْ يقفَ" فِي تقديرِ المَعْرفةِ يكون مثله اسمًا لكان، مع أن الخبرَ مَعْرِفَةٌ، مثل: ﴿قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا﴾ (٢) و ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (٣) الآية. بنَصبِ القَوْلِ على الخَبَريَّة، ورفع "أنْ قَالُوْا" على أنَّه اسمُ كان.


(١) راجع: قوت المغتذي على جامع الترمذي للسيوطي: ١/ ١٦٤.
(٢) آل عمران: ١٤٧.
(٣) النور: ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>