في اسم التَّفْضِيْل، و"أكثرَه" عطفٌ على "آمَنَ"، وضميرُه لِمَا أضيفُ إليه "آمَنَ" لا للنَّاسِ كما وُهِمَ، واعْتُذِرَ عن إفرادِه بأنَّ النَّاسَ جنسٌ، والتَّقدير: زمانُ كونِ هو آمَنَ أكوان النَّاس، وزمانُ كونِ هو أكثر أكوان الناس عددًا، أو نسبةُ الأمنِ والكثرةِ إلى الكونِ مجازيَّة فإنَّهما وصفان حقيقةً للنَّاس، [فرَجَعَ فيما](١) بالنَّظر إلى الحقيقةِ إلى: "زمانًا وحينًا" كانَ النَّاسُ فيه آمنَ وأكثرَ، وعلى هذا فنصبُ "آمنَ وأكثرَ" على الظَّرفِيَّةِ بتقدير المُضَافِ، وإقامة المُضَافِ إليه مقامَه. والله تعالى أعلم.
ولو جُعِلَ "آمَنَ" خبرًا لـ "كَانَ" مُقَدَّمًا، و "أكثرَ" عطفًا عليه، ويُجْعَلُ "مَا" مصدريَّةً حِيْنِيَّةً، ويكونُ المعنى حينَ كونِ النَّاس آمَنَ وأكْثَرَ، أي: آمَنَهم وأكْثَرَهم لكانَ المعنى صحيحًا، ولا تكَلُّفَ فيه، أي: في أنَّه يَلْزَمُ تقديرُ "مَا" في حِيَزِ "مَا" المصدريةِ، وكلمةُ "مَا" المصدريةُ عندهم موصولةٌ حَرْفِيَّةٌ لا يتَقَدَّمُ عليها "مَا" في صِلَتِها.
• قوله:"إِلَّا مَنْ كَانَ … " إلخ، يحتملُ الاتِّصَال، أي: الإنْزَال معهم بمِنَى مسافرًا خَرَجَ على نِيَّةِ السَّفَر، ورجع من السَّفَر، ونَزَلَ بِها قبلَ دُخُوْلِه مَكَّةَ كذا، ويحتمل الانقطاع وهو ظاهرٌ.