للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أي: لم يَبْلُغُوا الحلمَ. قال الخليل (١): بلغ الغلامُ الحِنْثَ، أي: جَرى عليه القَلَمِ (٢). والحِنْثُ: الذَّنْبُ، وخَصَّ الإثمَ؛ لأنَّ الثوابَ قد يَحْصُل للصَّبْي أيضًا، وخصَّ الصغيرَ بذلك؛ لأنَّ الشَّفقةَ عليه أعظمُ، والحُبُّ له أشدّ، والرَّحمةُ له أوْفَرُ فمن بَلَغَ الحِنْثَ لا يحصلُ لفَاقِدِه هذا الثوابُ.

وقال ابنُ المنير (٣): يدخلُ الكبيرُ بطريق الفَحْوى؛ لأنَّه إذا ثبتَ ذلك في الطِّفلِ الذي هو كَلٌّ على أبَوَيْه فكيفَ لا يثبتُ في الكبير الذي بَلَغ معه السَّعْيَ ووصل له من النَّفع (٤).

• قوله: "حِصْنًا"، أي: من النَّار.


(١) هو: إمام أهل البصرة في العربية أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي، اليحمدي، البصري، كان إماما في علم النحو، رأسا في لسان العرب، وهو الذي استنبط علم العروض، وأخرجه إلى الوجود، كان ديِّنا، وَرِعا، قانعا، متواضعا، كبير الشأن. من تصانيفيه: كتاب: "العين" في اللغة، و"معاني الحروف"، و"جملة آلات العرب"، و"تفسير حروف اللغة"، وكتاب "العروض"، و"النقط والشكل"، و"النغم". توفي سنة بضع وستين.
راجع لترجمته: وفيات الأعيان: ٢/ ٢٤٤، سير أعلام النبلاء: ٧/ ٤٢٩.
(٢) راجع: كتاب العين لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي:٣/ ٢٠٦.
(٣) هو: ناصر الدين أحمد بن محمد بن منصور بن القاسم بن مختار القاضي، الجذامي، الجروي الإسكندراني، المالكي، المعروف بـ "ابن المنير"، ولد سنة عشرين وست مائة، كان عالما، فاضلا، مفننا، بارعا في الفقه والأصول، والنظر، والعربية، والأدب وفنونه، وله مصنفات مفيدة، منها: "البحر الكبير في نخب التفسير"، و"المتواري على أبواب البخاري"، و"الانتصاف من الكشاف"، و"المقتفى في فضائل المصطفى"، وغير ذلك. توفي في ربيع الأول، سنة ثلاث وثمانين وست مائة. راجع لترجمته: فوات الوفيات: ١/ ١٤٩، الوافي بالوفيات: ٨/ ٨٤، شذرات الذهب: ٦٦٦.
(٤) ابن المنير - كما في شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك: ٢/ ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>