مداخلة: ما هو حد الاعتدال في اهتمام المسلم في السياسة اليوم ضمن ضوابطها الإسلامية؟
الشيخ: نعم، إذا كان المقصود بالسياسة هو سياسة الأمة فالحقيقة أن السياسة ليست من عمل أحد من أفراد الأمة أو أفراد من أفراد الأمة، وإنما هي من واجبات الدولة المسلمة، إذا كان المقصود بالسياسة كما هو المتبادر هو سياسة الأمة وإدارة شؤونها لما فيه صالح دينها ودنياها، فهذا البحث فيه الآن في زعمنا بل في اعتقادنا أمر سابق لأوانه؛ لأنه مع الأسف ليس هناك دولة مسلمة تحكم بما أنزل الله كما ينبغي، وإنما هناك دول قائمة بعضها خير من بعض، أو لعل الأصوب أن نقول: بعضها شر من بعض، أما السياسة الشرعية فهي بلا شك فرض من فروض الكفاية، وإنما يقوم بها أهل الشورى، وهل هناك فيما تعلمون مجلس شورى في دولة من الدول الإسلامية مؤلفة أولاً من نخبة من علماء الشريعة، ثم نخبة من علماء متخصصين في كل العلوم التي تعتبر من الفروض الكفائية، فيتعاون هؤلاء العلماء كل في اختصاصه، أنا أقول آسفاً: قد يوجد في مجلس شورى ومما يسمى اليوم بالبرلمانات من كل ذوي الاختصاصات وفي كل العلوم والمجالات إلا العلم الشرعي، فليس هناك أهل شورى يستشارون فيما ينبغي، على الدولة المسلمة أن تفعله وأن تسوس رعاياها على مقتضى الأحكام الشرعية.