إنما تتميز الدعوة السلفية في هذا المجال الذي يدندن الجميع حول الكتاب والسنة أنهم يدعون إلى فهم الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح، لا يكتفون فقط بدعوة المسلمين إلى الرجوع للكتاب والسنة بل يزيدون على ذلك الرجوع إلى الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح، لأن هذه الطرق الكثيرة التي أشار إليها الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - إشارة عابرة في حديث الفرق الثلاث والسبعين قال عنها:"كلها في النار إلا واحدة، قال: من هي يا رسول الله؟ قال: ما عليه أنا اليوم وأصحابي"، وفي طريق أخرى وهي أصح قال: هي الجماعة، وفي الحديث الآخر: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ... إلى آخر الحديث. فنجد هنا في الحديثين تنبيها إلى هذا القيد الذي يتمسك به السلفيون من بين سائر الدعاة (الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح) لأن الرسول عليه السلام ما قال: ما أنا عليه فقط، وإنما قال: وأصحابي، ما قال: عليكم بسنتي فقط، وإنما قال: وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، وهذا في الواقع اقتباس من القرآن الكريم مثل قوله عزوجل:(ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) فالله عزوجل قال (ويتبع غير سبيل المؤمنين) لماذا جاء بهذه الجملة؟ هذه الجملة بيانية خطيرة جدًا، كان يكفي أن يقول: ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى، ولكنه أضاف إلى مشاققة الرسول قوله عز وجل: ويتبع غير سبيل المؤمنين لحكمة بالغة ألا وهي: أن مشاققة الرسول إنما تظهر بمخالفة سنة المؤمنين