للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[معاملة محسني النصارى بالحسنى]

السائل: هناك بعض النصرانيات ممن يجاورننا، ويودوننا ويقدمون لنا عون ولا أبالغ إذا قلت بأنهن يعرفن بحسن خلقهن ومكارم أخلاقهن أكثر من بعض المسلمات المصليات ويقومون على خدمتنا ولا يتدخلون بأمور ديننا، ويحترموننا مثل ما يحترمون راهباتهن طبعاً هذا رأيهم فينا، هل هناك مانع من معاملتهن بالحسنى، وجزاكم الله خيرا؟

الشيخ: لا مانع من معاملة أهل الكتاب الذين يعيشون معنا وبين ظهرانينا بشرط أن لا نخالف شريعة ربنا من أجلهم، من ذلك مثلاً- مما يخفى على كثير من المسلمين أو المسلمات الذين يجاورونهم مثل هؤلاء النصارى- فلا يجوز لهؤلاء المسلمين بحكم ما سبق من الثناء على معاملتهم لا يجوز لهؤلاء المسلمين مقابل ذلك مخالطتهم في أعيادهم، وتهنئتهم بأعيادهم ومبادرتهم بسلامنا الإسلامي السلام، {لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ} [الممتحنة: ٨]، هذا النص صريح في القرآن، لكن هذا البر الذي يُقَدَّم إليهم، والقسط والعدل الذي يعاملون به يجب ألا يقترن معه مخالفة من المسلم لدينه مثلاً: قد تدخل النصرانية بيت المسلمة وهي في بيتها متعرية لأنه لا يوجد رجل غريب عنها، فتظهر هذه المسلمة أمام النصرانية كما تظهر أمام محارمها أمام أختها وأبيها وأخيها أي بادية الذراعين مكشوفة الساقين هذا لا يجوز في الإسلام لأن

<<  <  ج: ص:  >  >>