الشيخ: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
بمثل هذه المناسبة المذكورة نُذَكِّر عادةً بقوله عليه الصلاة والسلام:«إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سَلَّطَ الله عليكم ذُلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم»، والحكومات العربية منذ سنين عديدة تحاول الوقوف أمام العدو هذا اليهودي الغاصب الذي كان أذل الشعوب على وجه الأرض، ولكن مع الأسف لم يأخذوا بأسباب النصر والتي جمعها ربنا عز وجل في جملة قصيرة من آياته الكريمة هي قوله تعالى:{إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ}[محمد: ٧] ولذلك فحينما ينصرف المريض عن تعاطي العلاج النافع الناجح الناجع, فسوف لا يشفى، فكيف به إذا أخذ داء على داء؟ ! وهو لا شك أنه في ازدياد من المرض.
لقد تنبهت بعض الدول إلى ضرورة الأخذ بأسباب القوة والمنعة ظناً منهم أن هذه الأسباب هي التي تحقق النصر لهم على عدوهم، ولكن بسبب ابتعادهم عن دينهم من الناحيتين السابقتين بياناً ألا وهما: الناحية العلمية أو الفقهية، والناحية العملية، ظنوا أن نصرهم على عدوهم سيكون بنفس الوسيلة التي انتصر بها