مداخلة: ... من آيات الله عز وجل، في قوله تبارك وتعالى:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}[العنكبوت: ٦٩] قالوا: إن الذي قتل في سبيل الله فهو شهيد، فلما ... فهو ... هكذا ...
الشيخ: نحن نقول:
والدعاوى ما لم تقيموا عليها ... بينات أبناؤها أدعياء
وخير من ذلك قوله تعالى:{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ}[البقرة: ١١١] هذه فلسفة لفظية، وعلى منهجنا نحن واضح جدًا نقول لهم: من فسر الآية بتفسيركم هذا؟ فهو إما تفسير محدث فهو مردود عليكم، لقوله عليه السلام:«من أحدث في أمرنا هذا» ولا شك من أن تفسير القرآن هو من أمر الإسلام أو دين الإسلام، فمن أحدث في التفسير تفسيرًا جديدًا كان مردودًا عليه.
وشيخ الإسلام رحمه الله في رسالته في مقدمة التفسير قد ذكر أنه إذا كان هناك قولان لعلماء التفسير، فلا يجوز الإتيان بقول ثالث، أو كان هناك ثلاثة أقوال فلا يجوز الإتيان بقول رابع، وهكذا، فإذا كان هناك قولان وردا عن السلف في تفسير الآية فلك أن تختار أيهما في حدود قناعتك العلمية، لكن لا يجوز لك أن تأتي بقول ثالث؛ لأنك في ذلك خالفت سبيل المؤمنين، والله عز وجل يقول في الآية المعروفة:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[النساء: ١١٥].