فمن المتفق عليه دون خلاف -ولله الحمد- بين المسلمين أن معنى:{إن تنصروا الله}؛ أي: إن عملتم بما أمركم به: نصركم الله على أعدائكم.
ومن أهم النصوص المؤيدة لهذا المعنى -مما يناسب واقعنا الذي نعيشه تماماً، حيث وصف الداء والعلاج معاً؛ قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم».
[سبب (مرض) المسلمين]
فإذاً: ليس مرض المسلمين اليوم هو جهلهم بعلم مُعيَّنٍ؛ أقول هذا معترفا بأن كل علم ينفع المسلمين فهو واجب بقدره، ولكن ليس سبب الذل الذي لحق بالمسلمين جهلهم بهذا الفقه المسمى اليوم «فقه الواقع»! وإنما العلة -كما جاء في هذا الحديث الصحيح- هي إهمالهم العمل بأحكام الدين؛ كتاباً وسنة.
فقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إذا تبايعتم بالعينة» إشارة إلى نوع من المعاملات الربوية ذات التحايل على الشرع.
وقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «وأخذتم أذناب البقر» إشارة إلى الاهتمام بأمور الدنيا والركون إليها، وعدم الاهتمام بالشريعة وأحكامها.
ومثله قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «ورضيتم بالزرع».