للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب منه]

السائل: شيخنا! ما هي حقيقة الدعوة السلفية؛ لأن كثيراً من الناس يطيرون هذه المقالة أنهم لا يهتمون إلا بالجزئيات الفرعية، كمثل القبض بعد الركوع، أو النزول باليدين، أو بالركبتين أو القنوت بالفجر من عدمه، ويتركون الرد على الشيوعيين والعلمانيين والمذاهب الهدامة، فيقولون إن معركة السلفيين إنما هي المسلمين بخلاف غيرهم، كمعركتهم مع أعداء المسلمين؟

الشيخ: جوابي على هذه الشبهة أنها شنشنة نعرفها من أخزم، إن هؤلاء الذين يتهموننا؛ لأننا لا نبحث، ولا ندعو إلا حول هذه المسائل التي ضربوا بها مثلاً، وهذا في حقيقته يعود إلى أمر من أمرين اثنين لا ثالث لهما، إما أن يكون الجهل بواقع الدعوة الإسلامية السلفية من جهة، والدعوة المتعلقة بأهل الدعوة إلى الدعوة السلفية من جهة أخرى، أو أن يعود الأمر إلى تجاهلهم لحقيقة الدعوة والدعاة، فهو إما جهلاً، وإما تجاهلاً بهذا الواقع الحسن، الواجب على كل مسلم أن يكون على بصيرة منه، وكما يقال في مثل هذه المناسبة، وأحلاهما مر.

أنا أقول كلمة صريحة، نحن لا نرد على الشيوعيين ولا على الدهرين؛ لأن الله عز وجل حينما أرسل نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم -، بل والرسل من قبله مبشرين ومنذرين، لم يعنوا العناية التي يعنى بها هؤلاء الذين ينقمون على الدعوة السلفية ما ينقمون، من عدم تعرضهم للشيوعية وأمثالها، ذلك باتباعنا لدعوة نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم -، حيث وأنه كانت دعوته في أول منطلقها: {أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: ٣٦]، فالآن

<<  <  ج: ص:  >  >>