السائل: شيخنا! العمل الجماعي كلمة تدور في الأفق، فما هو مفهوم السلفيين للعمل الجماعي، وهل هو التحزب؟
الشيخ: الجواب العمل الجماعي كما نحن الآن، فقد اجتمعنا على فهم كتاب الله وعلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، نجتمع لصلاة الجماعة في الفرائض، ونفترق في صلاة السنن في بلادنا حينما لا نكون مسافرين؛ لأننا نعلم من سنة نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - ما لا يعلم أولئك أن المسافر ليس عليه السنن الرواتب، ونعلم أيضاً بأن للمسافر أن يتنفل بمثل صلاة الضحى ونحو ذلك، هذه عندهم من توافه الأمور ولكني سأقول لهم: إذا دخل جماعة المسجد في وقت الصلاة، وأرادوا أن يصلوا السنة فهل يصلونها جماعة، أم يصلونها فرادى؟ إن كان قولهم أو جوابهم يصلونها فرادى، قلنا لهم: ما حجتكم في ذلك أولاً، وثانياً: هل هذه من توافه الأمور أم هذه من الأمور التي يجب أن يعرفها الإنسان وأن لا يخالفها؟
أنا أريد أن أقول الآن: دخلنا المسجد لصلاة الظهر أو صلاة العصر، وكلاً منا انتحى ناحية من المسجد ليصلي السنة القبلية لوحده، فإذا هم آمنوا معنا بأن السنة أن نفرق جماعة الذين يريدون يصلوا السنة، أي لا جماعة في صلاة السنة القبلية، فإذاً: نحن نجتمع حيث يجمعنا الشرع، ونفترق حيث يأمرنا الشرع بالتفريق، فحينما نصلي السنن فرادى لا يجوز لنا أن نصليها جماعة؛ لأن الشرع الذي نحن نقضي حياتنا كلها في معرفته من الكتاب والسنة دلنا على هذا الفارق