للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي قد لا يهتم به أولئك الدعاة المزعومين، وهوا أن السنن تصلى فرادى، والفرائض تصلى جماعة، فكما يأثم من يصلي الفريضة لوحده، ولا يصليها مع جماعة المسلمين، كذلك يأثم من يصلي السنن جماعة، ولا يصليها انفراداً، لأن كلاً من التجميع والتفريق قد جاء به رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.

فإذاً: تجميع الناس على شيء لا ينبغي أن يكون بالرأي وإنما باتباع الشرع، مما يشبه تجميع الناس غير المشروع، تجميعهم على صلاة السنن جماعة، هو الحزبية العمياء التي تسلطت اليوم على بعض الجماعات، أعني باليوم ليس زمناً طويلاً ,ولنقل اليوم وقبل اليوم من التكتل الحزبي الذي زاد في المسلمين تفريقاً على تفريق، ونحن نعلم وهم يعلمون أيضاً، ودائماً يذكرون الناس بقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: ١٠٣]، ولكن الحزبية العمياء هذه من أقوى الأسباب التي تفرق المسلمين ولا تجمعهم والواقع يؤكد ذلك فقد عرفنا جماعة منا نحن السلفيين في كثير من البلاد الإسلامية وليس في بعضها كانوا على كلمة سواء وكانوا جماعة واحدةً، فحينما قلدوا بعض الأحزاب الإسلامية الأخرى التي لم يكونوا على هدى من كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، لما قلدوهم ودعوا إلى التحزب والتكتل الحزبي، وقعت الفرقة بين الجماعة الواحدة التي كانت تجمعهم بحق الجماعة الأولى التي جاء ذكرها في الحديث، الذي ذكرت في محاضرة سابقة ألا وهو وصف النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، للفرقة الناجية اأنها التي تكون: «على ما أنا عليه وأصحابي» وفي رواية أخرى: «هي الجماعة»، كانت هذه الجماعة جماعة تعنى على الكتاب والسنة فما كادت تدعوا للتحزب والتكتل حتى انقسمت الجماعة إلى قسمين، ورأينا ناساً في الأردن فضلاً على غيرها من البلاد انشطروا شطرين، ناس استمروا في العلم بالتعرف على الكتاب والسنة، وناس أخذوا يعملون في الجمعيات الخيرية، ويدعون الناس إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>