الملقي: بسم الله الرحمن الرحيم، أقول: هنا مسألة قد اختلف فيها الدعاة فضيلة الشيخ نظرياً وتطبيقياً وهي هل وسائل الدعوة الإصلاحية .. لا وسائل النشر هل هي توقيفية على ما ثبت عن النبي صلوات وسلامه عليه، أم أنها غير توقيفية؟
الشيخ: أنا أدري من هذه الأسئلة في العصر الحاضر أن الجواب قد يكون فيه بيان للحق ولكن قد يستغل، ولذلك فلا بد لي من التفصيل فأقول: الوسائل تنقسم إلى قسمين: منها وسائل كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يتخذها فلا ينبغي العدول عنها، ويجب التزامها كالغايات تماماً، ومنها وسائل لم تكن معهودة معروفة في زمنه عليه الصلاة والسلام، هذه لا يجوز قبولها مطلقاً ولا يجوز رفضها مطلقاً، وإنما لا بد فيها من التفصيل:
إذا كانت هناك وسيلة حدثت بين المسلمين، وكان حدوثها فيهم وتبنيهم لها السبب في ذلك إنما هو انصراف المسلمين عن بعض أحكام دينهم، أيضاً هذه الوسيلة ولو كانت تحقق غاية فلا يجوز الأخذ بها، أما إن كانت الوسيلة هذه حدثت وليسوا هم سبب حدوثها، أي: ليس سبب حدوثها تقصيرهم في بعض الأحكام الشرعية فإذا كانت هذه الوسيلة تحقق غاية شرعية فيجوز الأخذ بها.
لعله من المفيد، بل من الضروري جداً أن نضرب على كلٍ من هذه الأمثلة مثلاً، ما يتعلق بالمثال الأخير أو بالصورة الأخيرة أو بالنوع الأخير من الوسائل هذه الوسائل التي الآن بين أيدينا بعضها، ليس له علاقة بتقصير المسلمين في القيام ببعض أحكام دينهم، فهذه الوسائل منها السيارة والطيارة والمقرب للبعيد