مداخلة: شيخي اليوم حدث معي شيء لعلنا إن شاء الله نستفيد من الأخ الفاضل، أحد إخواننا من رجال التبليغ، رجل فاضل وزبون من زبائني، وكثير يأتي عندي إلى المحل ويشتري من عندي بعض البضائع، لكن اليوم وجدته في حاله عجيبة يا شيخنا، دخل بخشونة وسلم علي، فيقول لي: أنا أريد أن أسافر، وأخرج في سبيل الله، قلت له: جيد إلى أين؟ قال: إلى الباكستان وإلى الفلبين وإن شاء الله سأذهب إلى اليابان. قلت له: أليس من شروط الخروج السنة أن يكون الذي يخرج عنده علم، قال: ليس شرط هذا، أنا أريد أن أدعو وكذا .. دعوة و ... ، فقلت له: أنا الذي أعرفه من السنة أن الذي يخرج وليس هناك مانع للأيام وللأشهر وللساعات، عليه أن يخرج ويدعو ويكون عنده علم، طبعاً أنا استغربت، يقول: أنتم خليكم جالسين في محلاتكم وأنتم كذا، يقصد أنه سأخرج وأريد أن أروح، قلت له: يا رجال، الآن البلد عندنا هنا بحاجة أصلاً إلى دعوة، وأنا أنصحك تبقى هنا عند أولادك وعند زوجتك، وليس هناك داع إلى أن تخرج، لأنه ليس عندك العلم، وليس العلم الكافي، العلم بشكل عام ليس عندك، قال: يقول الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -: «بلغوا عني ولو آية»، قلت: صحيح، هذا الحديث لا نقول عنه شيء، أي نعم، ولكن لست أنت المكلف فيها إلا بشيء معين، كأن تعرف جواب سؤال، ممكن أن تجاوب هؤلاء الناس على هذا الشيء، على استطاعتك، ما وجدته يا شيخنا إلا ونرفز الرجل وكأنك فعلت معه