مداخلة: ويقول أيضًا: ما قولكم فيمن يقول بترك السنة لأجل الاشتغال بالدعوة؟
الشيخ: والله في هذه المسألة نظر كبير؛ لأني أرى من فتنة العصر الحاضر أن كل واحد منا صار عنده شيء من الحماس ولو كبير وقليل من العلم يعتبر نفسه داعية ويسوغ له من نفسه أمورًا كان هو أحوج إلى فعلها لتركه إياها؛ ولذلك فأنا أقول: إن تركها اتباعًا لمذهب ذلك الأعرابي أو النجدي الذي سأل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عما فرض الله عليه من الصلوات، فأجابه عليه الصلاة والسلام بأن الله فرض خمس صلوات في كل يوم وليلة، وتمام الحديث معروف، لكن في كل فريضة كان يذكرها الرسول، كان يسأل ذلك السائل: هل علي غيرهن؟ كان الجواب منه عليه السلام: لا، إلا أن تتطوع، قال: والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص، فكان جواب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أن قال: أفلح الرجل إن صدق .. دخل الجنة إن صدق.
فإذا أراد أحد هؤلاء المسلمين اليوم أن يكون مذهبهم بهذا المذهب أنه لا يؤدي إلا الفرائض، فلا نستطيع له أن نقول: قد أسأت ولكننا نقول له: أفلحت إن صدقت، أما أن نعلل تركه للسنة؛ لأنه مشغول في الدعوة وهو ليس من أهل الدعوة بل هو من أهل الدعوة ...