مداخلة: بالنسبة للجماعة التي هلكت في الحرم المكي بقيادة جهيمان العتيبي فقد جاء في رسالة الولاء والبراء للأستاذ عبد الرحمن عبد الخالق وصفه لهذه الجماعة أنها من الخوارج، فما رأيكم في إطلاق هذا الوصف؟ وهل هم فعلاً من الخوارج؛ لأن ابن تيمية رحمه الله قد ذكر فرقاً في كتابه مجموع الفتاوى بين البغاة والخوارج، وإذا ما طبّقت هذا الفرق يلاحظ أن هذه الجماعة من صنف البغاة ولا يصح إطلاق لفظ الخوارج عليهم والله أعلم؟
الشيخ: لا شك أن هؤلاء ليسوا خوارج لأن كلمة الخوارج تحمل في طواياها منهجاً خاصاً وطريقاً تبنته هذه الطائفة خالفوا الشريعة والكتاب والسنة في كثير من النواحي، ولذلك أخذوا هذا الاسم الخوارج ليس لمجرد أنهم يخرجون على الأئمة وإنما يخرجون عن نصوص الكتاب والشريعة، فليس هناك طائفة من أهل السنة يتبنون عقيدة أهل السنة مائة في المائة لكنهم شذُّوا فخرجوا على الحاكم المسلم، فيقال لهم مع كونهم خرجوا لا يقال لهم إنهم من الخوارج لأنه كلمة الخوارج لها دلالة خاصة تحمل في طواياها انحرافات كثيرة وعديدة غير انحراف الخروج عن طاعة الحاكم وإثارة الفتن بين الحكام وبين المسلمين، فلا شك أن جهيمان هذا لا يمكن أن نعتبره أنه كان من الخوارج، أما أنه خرج .. خرج لكن ما فيه تلازم بين كونه خرج وبين