مداخلة: فضيلة الشيخ! لقد انقسم الشباب إلى أحزاب وجماعات، فمنهم من يقول: الدعوة إلى التوحيد هي الأصل الأصيل لهذا الدين، وإليه يرجع عقيدة السلف أوترجع عقيدة السلف، ومنهم من يقولك: التربية والتصفية واجتماع الأمة هو الآن الذي تحتاجه الأمة في هذا الزمان، والبعض يقول: انتشال الشباب من الحضيض إلى الرفعة هو هدف الأمة وهدف الإسلام، فنرجو كلمة متوسطة في هذا المجال، والحث والتوجيه إلى المنهج الصحيح السليم.
الشيخ: في اعتقادي أن ما سبق من الكلام يمكن اعتباره جوابًا عن هذا السؤال، ولا بد من شيء من البيان:
في السؤال أن بعض المسلمين اليوم يهتمون أو يرون الاهتمام بالدعوة إلى التوحيد، وناس بالتصفية والتربية، وناس بجمع الكلمة، ونحو ذلك، فأقول: إن البدء في الدعوة إلى التوحيد هي سنة الأنبياء والرسل من قبل، فإن الآيات متوفرة على أن الله عز وجل ما أرسل نبيًا إلا دعا قومه إلى عبادة الله تبارك وتعالى وحده لا شريك له، وما قصة نوح عليه السلام في السورة التي سميت باسمه عنكم ببعيد، ولكن الابتداء بالتوحيد لا يعني الانصراف عن الدعوة، الإسلام ككل لا يتجزأ وذلك لا بد من أن يكون الداعي، وأنا قلت في الأمس القريب وفي اجتماع مبارك كاجتماعكم هذا أو أكبر: الدعوة إلى الله عز وجل ينبغي أن يكون الدعاة على قسم وافر من العلم، وقد ذكرنا لكم آنفًا ما هو العلم، وأنه هو