الشيخ: شروع الأخ فيما يبدو أنه يعني. ما حكم الشورى في انتخاب الإسلاميين الذين رَشَّحوا أنفسهم لمجلس الأمة الذي يسمى بالبرلمان؟
أنا وإن كنت ألاحظ أن مثل هذا السؤال .. والإنسان لا يسأل عادة إلا عن ما يهمه من أمر دينه، فينبغي أن يكون هذا السؤال قبل هذا الوقت، أما الآن فقد قضي الأمر الذي فيه تستفتيان، لكن لا بأس من أجل المعرفة والعلم، فنحن سئلنا مراراً وتكراراً عن مثل هذا السؤال، قبل أن تنتهي القضية على ما انتهت إليه من نجاح كثير من الأفراد الإسلاميين فكان جوابي حينما كنت أُسأل على النحو التالي، وهو ينفصل إلى شعبتين:
شعبة تتعلق بالمرشحين أنفسهم، والشعبة الأخرى تتعلق بالذين سينتخبونهم.
أما ما يتعلق بالطائفة الأولى: فكان رأيي ولا يزال أننا لا ننصح مسلماً يخشى على نفسه قبل أن يخشى على غيره، أن يرشح نفسه ليكون نائباً في المجلس، ما دام أنه يعتقد أن هذا المجلس قائم على غير الإسلام، على القوانين والنظم الأوربية، وبخاصة أننا نسمع من الناس أن من النظام أن كل من نجح عضواً في البرلمان، أنه لا بد أن يحلف يميناً غير شرعي، هذا أقل ما يقال فيه؛ فإذاً ففاتحة عمل هذا الناجح هو مخالفة الشرع، وهذه لا تبشر بخير، فنحن نعلم أن الذين يرشحون أنفسهم إنما يظنون أنهم سيستطيعون تطوير شيء من النظام الحاكم سواءً ما كان منه قانوناً أو دستوراً، وفي اعتقادي تجارب البرلمانيين في كل العالم