للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلامي لم ينجح المسلمون إطلاقاً في تبريرهم هذا؛ ليطرحوا أنفسهم أعضاء في المجالس البرلمانية، بل قد يكون الأمر يعود عليهم بضرر آخر غير الضرر الأول الذي ذكرناه أنفاً من أن الحلف ليس لينصر الكتاب والسنة وإنما لينصر الحكم القائم، وهم يعلمون يقيناً بأن هذا الحكم فيه أشياء مخالفة للشريعة، وهذه الأشياء هي التي حملتهم أو زَيَّنت لهم أن يُرَشِّحوا أنفسهم أعضاءً في البرلمان، أنا أخشى أن يكون وراء هذه الخطوة التي خطوها، وهي الحلف بتأييد ما لا يجوز تأييده، أن يكون من بعدها خطوات أخرى يُعَرِّض هذا المنتخب نفسه لمخالفة شريعة الله عز وجل في قضية أخرى وأخرى، وحينئذ كنت استحضر قوله عليه السلام: «مثل العالم الذي لا يعمل بعلمه، كمثل السراج يحرق نفسه ويضيء غيره»، فالذين ينتخبون من الإسلاميين هم في خطر كبير جداً، بشارة الخطر هو ذالك اليمين، عاقبة الخطر يختلف باختلاف قوة إيمانهم، وقوة شخصيتهم، وثباتهم على دينهم وعقيدتهم وأخلاقهم ومبادئهم.

أنا أقول مثلاً: هناك ظاهرة تلفت النظر مع احترامنا للمبتلين بهذه الظاهرة، نحترمهم لإسلامهم لا نحترمهم لظاهرتهم، هناك ظاهرة أن عامة المسلمين أو الإسلاميين الذين ينتسبون إلى البرلمانات، إنما يكونون غير متزيين بالزي الإسلامي، فأكثرهم من حيث اللباس لا يلبسون اللباس العربي؛ بل يعتبرون ذلك عاراً أن يدخل أحداً منهم بجلابيته، أو قميصه للبرلمان، يمكن هذه أول خطوة لو أراد احدهم أن يفعلها أن يطرد من هذا المجلس؛ لأن هذا المجلس قام على النظام الأوروبي، هذه ظاهره.

يقترن بها عادة -مع احترامنا أيضاً؛ لأن الأرض مسكونة، للإسلاميين- أن هؤلاء طائفتين أكثرهم حليقون، ويعتبرون حلق اللحاء هي من المدنية والقليل

<<  <  ج: ص:  >  >>