السائل: سألت عن حكم الجهاد في أفغانستان إذا كان الإنسان يستطيع بنفسه فهل يسافر أو يرسل أموالاً هل يكفيه ذلك، فضيلتك قلت لو استطاع بنفسه ذهب ولو استطاع بعلمه جاهدهم بلسانه فما هي حدود هذه الاستطاعة؟
الشيخ: هذا لا يسأل، الاستطاعة قضية شخصية لا يمكن للمستفتى أن يعطيك حدود الاستطاعة، قال تعالى:{ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا}، من هو الذي يستطيع أن يحدد للملايين المملينة كل واحد يستطيع أن يحج والا لا، إنما أنت تعرف تستطيع من حيث صحتك تستطيع من حيث مالك تستطيع من حيث بلدك، كيف يسأل الإنسان عن أمر لا يمكن أن يطلع عليه إلا عَلَّام الغيوب ثم هذا الإنسان المكلف، مثلاً: إنسان في بعض الدول يعيش فيها ولا يُسْمَح له بالخروج من بلدته، يسأل هل يجب عليه الحج، ما يدريني، أنا أقول يجب عليك الحج وإذا به يفاجئني يقول لكن الدولة لا تسمح لي، إيش فائدة السؤال هذا، مثال: أنا أريد الحج طيب حج لكن يسأل هل استطيع، كيف حالك أنت صحتك جيدة؟ إيه نعم، عندك فلوس تحج؟ يقول لا، كيف تسأل عن شيء أنت أدرى الناس به وهكذا كثير ما يتكرر هذا السؤال وهو لا ينبغي توجيهه، أما الأمر كما قال الله {بل الإنسان على نفسه بصيرة}، يقول الرسول عليه السلام في حديث عمران بن الحصين «صلِّ قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب»، وها أنا الآن بين ظهرانيكم من الذي يستطيع أن يقول إنه أنا أستطيع أن أصلي قائماً وراكعاً وساجداً أو لا أستطيع، ما أحد يستطيع أن يحكم وإنما أنا أحكم بنفسي على نفسي وصدق الله {بل الإنسان على نفسه بصيرا}.