للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلم أنه شو أفاد أبو لهب كونه عربي؟ لكن سلمان الفارسي الله رفعه لأنه آمن بالله ورسوله.

فإذاً بإيجاز: ابن تيمية حاشاه أن يخفى عليه الآية والحديث؛ لأن الحديث والآية يعالجان حكماً شرعياً، فليس عربي يصلي مثلاً ركعتين كالأعجمي الذي يصلي ركعتين تماماً ما فيه فرق بينهما، هذا يكون مقرب إلى الله أكثر من ذاك لماذا؟ لكونه عربي، لا، ابن تيمية لا يعني هذا المعنى إطلاقاً، وإنما هو يعالج كأمر واقع العرب ما دام أن الله عز وجل اختارهم لأن تنزل هذه الدعوة بلغتهم وفي هذا الشعب بنفسه فهم لا شك إن كانوا في أخلاق وفي طبائع حقيقة لو الإنسان درس الآن أوروبا ودرس أوضاع هؤلاء الذين كانوا يعيشون على لقيمات من التمر، وسافروا نحن اليوم نسافر بالسيارة والطيارة ونقول: كيف سافر هؤلاء من المدينة إلى تبوك على أرجلهم، وليس هناك مياه مهيأة لهم، لا شك أن هؤلاء قوم حقيقة نقول: شعب الله المختار، لكن من الناحية هذه الطبعية وليس من الناحية الأخلاقية والدينية، فمن أحسن منهم في دينه في خلقه فهو المقرب إلى الله عز وجل، ولا ينفعه نسبه إطلاقاً، وهذا ما صرح به الرسول عليه السلام في الحديث المروي في صحيح مسلم حيث قال في آخره: «ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه».

(الهدى والنور /٥٥/ ١٤: ٤٨: .. )

[هل عزة الإسلام مرتبطة بالعرب؟]

روي عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال:

" إذا ذلت العرب ذل الإسلام ".

قال الإمام: موضوع.

ثم قال: ولولا أن في معناه ما يدل على بطلانه لاقتصرنا على تضعيفه، ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>