مداخلة: نسأل عن: كثيراً ما تقع بيننا خلافات بسبب عدم تحديد إمارة السفر أو ما شابهها، أرجوا أنك تبين لنا ما هي حدود الطاعة في إمارة السفر، ... إمارة السفر؟
الشيخ: إمارة السفر إمارة إدارية من جهة، ومن جهة أخرى بلا شك إذا كانت الإمارة الكبرى هي مقيدة بقوله عليه السلام:«لا طاعة للمخلوق في معصية الخالق» فبالأولى للإمارة الخاصة، لكن الإمارة الكبرى لها أحكام لا تتعدى غيرها من الإمارات، وهي الطاعة في المكره والمنشط، ولو أخذ مالك وضرب ظهرك، مثل هذه الطاعة بطبيعة الحال لم ترد في هذه الإمارة الصغرى إن صح التعبير أو الإمارة الموقفة ولعلها أصح تعبيراً، وهي إمارة السفر، فالإمارة عبارة إذاً عن إمارة تنظيمية لهذه الرفقة الذين يسلكون طريقاً قد يكون طويلاً، وقد يكون قصيراً، قد يكون سهلاً، وقد يكون وعراً وشاقاً ونحو ذلك، لكن ما نستطيع أن نقول إنه يخلط فيه أيضاً قوله عليه السلام كما في صحيح مسلم:«من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني» لا يقصد هذا الأمير في السفر مطلقاً، هذا كل ما قلنا يعني: كلما فيه بتنظيم أمور هذه الرفقة في هذا السفر، فينبغي أن يتعاونوا كما هو الشأن في حياتهم العادية في حالة الإقامة، وبصورة أكثر أيضاً من حيث التنظيم، فليس هناك أكثر من هذا أبداً.
مداخلة: يعني: يجوز مخالفة أمر هذا الأمير؟
الشيخ: يجوز مخالفته، لكن لا اتباعاً للهوى، اتباعاً لاجتهاده، بينما في الولاية الكبرى لا اجتهاد له.