الجواب: وهل يشك في ذلك؟ وما الفرق بين نصارى هذا الزمان، ونصارى زمن نزول قوله تبارك وتعالى في القرآن:{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ}[المائدة: ٧٣]. فهؤلاء أذناب أولئك.
مداخلة: الشيخ أحمد شاكر رحمه الله كان ذكر في تعليقه على عمدة التفسير أن النصارى الموجودين ليسوا من الكتاب في شيء؛ لأنهم تحللوا حتى من الكتاب الذي معهم.
الشيخ: لا نستطيع أن نطلق هذا الكلام في زعمي وبرأيي على الأمة النصرانية كلها، بلا تشبيه، نعلم من مطالعتنا لكتب بعض الأدباء، ومن مطالعتنا لبعض المجلات والجرائد، أن هناك أفراداً من المسلمين خرجوا عن الدين، وارتدوا عن الإسلام بسبب ما يكتبون، وما يذيعون وما ينشرون من عقائد يحاربون فيها الإسلام، فهؤلاء بلا شك أفراد، نقول: إنهم ليسوا من مسلمين، كذلك ومن باب أولى يوجد في النصارى ملاحدة وخرجوا عن دين النصرانية بالكلية، كالشيوعيين مثلاً في بلاد الروس وأمثالهم، لكن ما نستطيع أن نقول: كل النصارى خرجوا عن دينهم، ولم يعودوا يؤمنون بالتوراة وبالإنجيل، فما نستطيع أن نطلق هذا الكلام، لكننا نقول: من أنكر منهم الإنجيل والتوراة فليس نصرانياً، ولكن هل نستطيع أن ننفي إيمان بعض النصارى على الأقل بالتوراة والإنجيل،