السائل: يقولون إن هناك تقصير حاصل من بعض العلماء في عدم التدخل، لتسوية بعض النزاعات على الساحة، الأفغانية؟
الشيخ: هذا ليس لنا فيه معالجه، هذا خطأ يقع فيه كثير من العامة والخاصة، فعلى كل مسلمٍ، أن يقوم بما يجب عليه أولاً، وبما يستطيع القيام به ثانياً، والله عز وجل أمر بالإصلاح في مثل قوله تعالى {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}[الحجرات: ٩]، وخير ما يفعله المسلم هوا أن يُصْلِح بين اثنين، والإصلاح بين جماعتين أهم من إصلاح بين فردين، ولكن الإصلاح بين جماعتين يحتاج إلى قدرات ووسائل لا يتمكن منها الأفراد، ولذالك فالتدخل في الإصلاح بين بعض الجماعات إن كان بالكلمة طيبة فهذا أمر مُيَسَّر ومُذَلَّل وإن كان ذالك يتطلب أكثر من ذالك، كالسفر ومراجعة المتخالفين المتخاصمين، وفهم رأي كل طائفة منهم، والحكم بينهم بما يقتضيه الشرع الحكيم، ثم على الذين حكم بينهم أن يخضعوا لحكم الشرع، وهذا أمر مكلف فيه المسلمين جميعاً كلاً بحسب طاقته.