الشيخ: فهناك كما تعلمون من قوله عليه السلام: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية وهي مسؤولة، والعبد حتى هو راعي ومسؤول عن رعيته .. » إلخ، فالحاكم مسؤول عن الرعية كلها وهو الحاكم الأعلى، فمن افتتان المسلمين وانصرافهم عن نصرة رب العالمين أنهم يهتمون بغيرهم وينسون أنفسهم، خلاف قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}[المائدة: ١٠٥] فنجد كثير من الشباب المسلم كأفراد، ونجد كثيراً من الجماعات الإسلامية دأبهم الحكام أن هؤلاء كفار ولا يحكمون بما أنزل الله، ولو نظرت إليهم لوجدتهم كالحكام، لكن سلطة الحاكم بلا شك أوسع ودائرة ظهور عدم حكمة بالإسلام أيضاً أوسع من حكم هؤلاء الأفراد على أنفسهم وعلى أهليهم، لكن مع ذلك هؤلاء لا يطبقون الإسلام الذي يعلمونه، لماذا؟
لغلبة الأهواء علت نفوسهم، فهم إذاً: مع الحكام في الهوى سوا كما يقولون، وأنا أريد أن أذكر بحديث نقتبس منه العكس الذي نحن الآن في صدده، كما أنه الحسنة تتضاعف بسبب قلة المتوفر منها في يد المحسن وتقل قيمتها بسبب كثرة وتوفر الحسنات عنده، كذلك أنا أقول: إذا كان مسلم مسؤوليته على نفسه، هذا