كل حزباً بما لديهم فرحون} فإذا دعا المسلم إلى هذا التكتل وهذا التحزب، وأقر كل حزب على وجه الأرض، مع أنه يعلم أن الحق واحد لا يتعدد وأن الله عز وجل، أكد ذلك وكذالك بقوله في القرآن {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}[يونس: ٣٢].
(الهدى والنور / ٣٩٩/ ٣٩: ٥٢: ٠٠)
[باب منه]
الشيخ: فأقول بالنسبة للحزبية هذه في بلادكم أو في غير البلاد لا تشرع في الإسلام؛ لأنها تفرق الأمة وتجعل الجماعة الواحدة وهي مسلمة جماعتين وأحزاب أخرى جماعات أخرى، وهذا هو سبب الضعف، {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}[الروم: ٣٢].
فلو أن هذا التكتل لم يأخذ صفة سياسية، وإنما صفة دينية وتعليمية وتربوية لكان فيه الخير الكثير، لكن قبل أن يقوم المسؤولون أو المسؤول عن هذا الجماعة الكثيرة لتعليمهم وتوجيههم، وتربيتهم التربية الإسلامية، أثار حماسهم ضد الحاكم الكافر أو على الأقل الفاسق، فهو بإثارته لحماس هؤلاء يثير بالمقابل حماس ... هؤلاء، وحينئذ لا بد من أن يقع انفجار، وهذا الانفجار نحسبه انفجاراً مادياً محضاً، أما الحكام فواضح دفاعاً عن كراسيهم وعن حكمهم بغير ما أنزل الله، أما أولئك فحماس ليس قائم على أصول التربية الإسلامية، وهم في الواقع كما هو مشاهد في كثير من البلاد، {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى}[الحشر: ١٤]؛ لأنهم ما ربوا تربية إسلامية، ولذلك أول شجار يقع بينهم وبين أولئك الحكام، فسينفرط عقد تجمعهم، ولا يبالي إنسان يومئذ إلا