السؤال: ما حكم الدفن في بلاد الكفار، ولكن لا بد أن أوضح هذه المسألة حتى يتبين لشيخنا الحكم فيها إن شاء الله.
في بلاد الكفر يدفنون المسلم في مقبرة واحدة مع الكفار، وإذا كان قد يكون يعطون مكاناً بجانب الجدار مقابل لقبور الكفار، بحيث يكون الحاجز فقط ممر بين المسلم والكافر، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا بد أن يدفع مبلغاً لمدة خمسة عشر سنة، فإذا انتهت هذه المدة لا بد أن يدفع أيضاً مبلغاً آخر، فإذا لم يدفع أخرج التابوت وحرق، ثم إذا لم يوجد لهذا المسلم من يقوم بدفنه، فيأخذون هذا المسلم لمكان التشريح ويتعلمون يتدربون فيه.
الشيخ: هذا السؤال هو فرع عن سؤال كان ينبغي أن يكون مقدماً على ذاك السؤال، ما حكم استيطان المسلمين لبلاد الكفار، وأظن أنه من المعلوم لديك على الأقل لكثرة ما تحدثنا معك هاتفياً ومع غيرك، أنه لا يجوز للمسلم أن يستوطن بلاد الكفر، وكنا نذكر كلاماً عاماً؛ لأن هذا السكن أو هذه المساكنة تجلب على الساكن مع المشركين مفاسد كثيرة في نفسه وفي عياله، فالآن أنت تسأل عن أثر من آثار استيطان المسلمين لبلاد الكفار والمشركين، وهنا يقال ما بني على فاسد فهو فاسد، ما بني على محرم فهو محرم، ما أدى إلى محرم فهو محرم، لو كان استيطان بلاد المشركين جائزاً ولكن يترتب منه مثل هذه المفسدة التي أنت تسأل عنها الآن، لكان ذلك كافياً بالقول بأنه لا يجوز استيطان بلاد المشركين، فكيف وهناك الأحاديث الكثيرة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - تنهى المسلم عن