للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين ليست فقط ذلك الفقه المذهبي الذي يعرفونه ويتلقونه، أو هذا «الفقه» الذي تنبه إليه ونبه عليه بعض شباب الدعاة! حيث إن أنواع الفقه الواجب على المسلمين القيام بها-ولو كفائياً على الأقل- أكبرُ من ذلك كله، وأوسع دائرةً منه؛ فمن ذلك مثلاً: «فقه الكتاب»، و «فقه السنة»، و «فقه اللغة»، و «فقه السنن الكونية»، و «فقه الخلاف»، ونحو ذلك مما يشبهه.

وهذه الأنواع من الفقه-بعمومها- لا تقل أهمية عن نوعي الفقه المشار إليهما قبل، سواءً منها الفقه المعروف أو «فقه الواقع» الذي نحن بصدد إيضاح القول فيه.

ومع ذلك كله؛ فإننا لا نرى من ينبه على أنواع الفقه هذه، أو يشير إليها! وبخاصة «فقه الكتاب والسنة» الذي هو رأس هذه الأنواع وأسها، هذا الفقه الذي لو قال أحد بوجوبه عينياً لما أبعد؛ لعظيم حاجة المسلمين إليه، وشديد لزومه لهم؛ وبالرغم من ذلك: فإننا لا نسمع من يدندن حوله، ويقعد منهجه، ويشغل الشباب به، ويربيهم عليه!

نريدُ (المنهج) لا مجرد الكلام:

نعم؛ كثيرون -ولله الحمد- الذين يتكلمون في الكتاب والسنة اليوم، ويشيرون إليهما، ولكن الواجب الذي نريده ليس فقط أكتوبةً هنا، أو محاضرةً هناك، إنما الذي نريده جعل الكتاب والسنة الإطار العام لكل صغيرٍ وكبيرٍ، وأن يكون منهجهما هو الشعار والدثار للدعوة؛ بدءاً وانتهاءً، وبالتالي أن

<<  <  ج: ص:  >  >>