مداخلة: عندنا هناك بعض الشباب في بادئ الأمر كانوا يرتاحون مثلاً إلى أحد العلماء والمجموعة الثانية كانوا يرتاحون إلى عالم آخر، ثم تطورت هذه الأمور إلى أن أصبحت تحزب، يعني أصبح كلاً يتحزب لهذا العالم، حتى أنهم أصبحوا يتعادون ولا يجلسون مع بعضهم؟
الشيخ: طبعاً هذا لا يجوز في الإسلام، نحن دائماً نقول لا حزبية في الإسلام، وهذا التعصب يحرمه الإسلام، لأن هذا الذي يتمسك برأي العالم الفلاني وذاك الذي يتمسك برأي عالم آخر، لا هذا العالم ولا ذاك هم معصومون كما الأنبياء والرسل فلذالك فينبغي أن يعيش المسلمون على تحابب وتناصح وعدم التعصب لأي شخص في الدنيا، إلا شخص واحد هو رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، كل ما يمكن أن يفعله المسلم، هو أن يثق بعالم، في علمه، ولبعده عن مثلاً حطام الدنيا وعن الوظائف الحكومية التي كثيراً ما تكون سبباً لحمل الموظف على انحراف عن العلم الذي يدعوا الناس إليه، فإذا مسلم رأى أن هذا العالم أعلم من هذا وأتقى من هذا وإلى آخره، لا مانع أن يأخذ بقوله لكن بدون أن يطعن في العالم الآخر، أو في الشخص الآخر، الذي يتبنى رأي العالم الآخر، فعليهم أن يكونوا كما قيل المؤمنون نُصَّح، ينصح بعضهم بعضاً، وإذا كان أحدهم يرى أن العالم الفلاني، أعلم من فلان، يُقَدِّم أدلة وبراهين للآخر، بحيث أنه يتقاربان ولا