مداخلة: هل يلزم طالب العلم تقليد الأئمة الأربعة؟ في بداية طلبه للعلم؟
الشيخ: طبعاً أنت تقصد تقليد أحد الأئمة الأربعة، فإن تقليد الأربعة مشكلة، نعم، يلزمه ولا يلزمه؟ ! يلزمه إذا كان يعيش في مجتمع لا يجد فيه من يفتيه على كتاب الله وعلى حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -؛ لأن هذا هو الأصل كما قال تعالى:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}[النحل: ٤٣] فحينئذ لا بد من أن يدرس مذهباً من هذه المذاهب الأربعة المتبعة عند المسلمين وأن يمشي على هداهم بشرط أن لا يلتزم ذلك التزام المسلم الصادق في سنة نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - ليثبت الفرق في نفسه بين إيمانه بعصمة نبيه وإيمانه بعدم عصمة إمامه فإذا بدا له .. بلغه بطريق ما أن مسألة من المسائل التي درسها في مذهبه يخالف سنة صحيحة حينئذ يدع قول المذهب الذي درسه لاتباعه لحديث الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، ولا يفعل كما يفعل المقلدة, هل نحن أعلم من الإمام .. لا، لسنا أعلم من الإمام لكن أنت حينما أخذت بالحديث وقد أخذ به إمام من أئمة المسلمين ففي هذه الحالة أنت خير مما إذا ظللت على تقليدك؛ لأنك في الحالة الأولى تقلد إماماً، في الحالة الأخرى تتبع إماماً زائد سنة هذا خير له، بهذه الصورة ممكن الإنسان أن يتمذهب وإلا الأصل أن يكون المسلم كما كان السلف الصالح، لقد كان فيهم علماء كبار كالخلفاء الأربعة مثلاً ومع ذلك لم يوجد