ولا أستفيد ولا أقلد إلا أبا بكر، أو إلا عمر، لم يكن شيء من ذلك، وهكذا يقال عن التابعين، فلو كان جونا اليوم جواً سلفياً محضاً لا نقول بدراسة مذهب معين، لأن هذه الدراسة إنما هي كما تدرس القوانين الأرضية من حيث أنه لا يجب على المسلم إلا أن يدرس كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، لكن بسبب هذا الزمن المديد الطويل لم يعد بإمكان طالب العلم أن يفهم كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا من طريق المذاهب، لكن هنا في مزلقة، فهذه دراسة مع أنها هي السبيل كما قلنا لفهم الكتاب والسنة فهي وسيلة وليست غاية، ففي كثير من الأحيان كما نرى تنقلب إلى غاية، فتنسى الغاية الحقيقية وهي الكتاب والسنة.
فإذا كان الدارس كما قلت لمذهب ما هو لا يدرسه ليجعله هدفه الأسمى والأعلى وإنما كوسيلة للتعرف على هذا الفقه، ثم لتمييز ما وافق السنة مما خالفها.