للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التكتل والتحزب]

فنحن نقول لقد جرى المسلمون في العهد الأول على البيعة الشرعية, ثم مع الأسف تفرق المسلمون فيما بعد إلى دويلات تشبه دويلاتنا القائمة الآن ولو أنه ربما تكون أقل عدداً وأوسع دائرة، وما أحد من هذه الدول سلك سبيل هذه الجماعات والأحزاب ليسوغوا هذا التفرق الذي كان قائماً بين الدول الإسلامية يومئذٍ، ذلك لأنهم كانوا لا يزالون على شيء من العلم بالنسبة لعلمائهم.

أما النشء الجديد اليوم والذين يدعون إلى تكتل ما وتحزب ما فليس فيهم ما كان في أولئك من العلماء، العلماء حقيقة على الأقل علماء بالمذهب هؤلاء ليس عندهم علماء حقيقة، ولا علماء وقد أحسن حيث أخطأ كثيراً الدكتور البوطي حينما سمى نفسه وأمثاله من العلماء، أنهم علماء مجازاً، كانت هذه في الواقع هي فلتة لكن رمية من غير رام، أصاب الحق دون أن يقصده فقد كان فيهم يومئذٍ على الأقل علماء مجازيين، يعني علماء بالمذهب، ولا يوجد في المذاهب مثل هذه الأحكام التي أنت ذكرتها آنفاً، فضلاً عن أن يوجد مثلها في الفقه المستقى من الكتاب والسنة.

فهذه أحكام تصدر من بعض رؤوس التي لا تفهم الإسلام على وجه الصحيح، لتسليك واقعهم ولاصطياد الناس وضمهم إليهم.

ولذلك نحن نقول أن قائمة المسلمين لا تقوم إلا على أساسين اثنين: منذ نحو أربعين سنة وأنا أقول بكلمتين وأقيم عليها محاضرات كثيرة لا بد من

<<  <  ج: ص:  >  >>