مداخلة: هل يجيز قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين» ... إلى آخر الحديث، ... أفعال الخلفاء الراشدين، نرجو ...
الشيخ: لا شك في أن ما اجتمع عليه الخلفاء الراشدون ولم يكن بطبيعة الحال هناك سنة تخالفهم، لا شك في ... على شيء، لكن لعل السائل أوعلى الأقل بعض الحاضرين يتوهمون من الحديث أنه يدل على حجية قول أحد الخلفاء الراشدين ولوكان لوحده، فلذلك أقول: لا يعني الحديث شيئًا من هذا، وبمعنى أوضح: قوله عليه السلام: «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين» إما أن يقدر المضاف المحذوف لفظة أحد فيقال: وسنة أحد الخلفاء الراشدين وإما أن يقدر لفظ مجموع الخلفاء الراشدين وحينئذٍ يظهر الفرق بين المعنى الأول والمعنى الآخر، المعنى الأول يفيد لو صح أن أحد الخلفاء الراشدين لو تفرد برأي صار حجة، بخلاف التأويل الآخر وهو التأويل الصحيح فإنما يعني أن اجتماع الخلفاء الراشدين على رأي فهو حجة وكما قلت هذا هو الصواب، وهذا التعبير النبوي كأنه مقتبس من التعبير القرآني في مثل قوله تبارك وتعالى:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[النساء: ١١٥] فإن قوله عز وجل: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}[النساء: ١١٥] يأتي فيه ما ذكرناه من الاحتمالين في الحديث السابق: «وسنة الخلفاء الراشدين» كذلك يمكن أن يقال: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ