قال الإمام معلقا على ما جاء في مذكرة كتبها وزير أوقاف دولة عربية:
ثم إنَّ من فريات تلك المذكرة قولها:
"إن هذه الجماعة تنكر المذاهب الأربعة"!
فأقول: هذا كذبٌ وزورٌ، فنحن نُقَدِّرُ الأئمةَ الأربعةَ- وكذا غيرهم- حق قدرهم، ولا نستغني عن الاستفادة من علمهم، والاعتماد علىِ فقههم، دون تعصُّب لواحد منهم على الآخرين، وذلك ممّا بَيّنته بياناً شافيا منذ أكثر من ثلاثين سنة في مقدمة كتابي:«صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من التكبير إلى التسليم كأنك تراها»، فإليها أُحِيلُ من كان يريدُ التأكّد من كذب هذه الفرية.
وإنّ مِن أفرى الفِرى قولَها عطفاً على ما سبق:
«وتُشَكّك بسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن طريق تكذيب أحاديث (! ) الصحاح المعتمدة، والتشكيك بصحة بعض الأحاديث النبوية الأخرى»!
فأقول:«سُبْحَانَكَ هذا بُهْتَان عَظِيمٌ» و «إِفْكٌ مُبِيْنٌ»، واعتداءٌ جسيم على مسلم نذر نفسه ووقته وجهده لخدمة السنة والدفاع عنها والرد على مخالفيها، وتمييز صحيحها من ضعيفها، وقضى في ذلك أكثر من نصف قرن من الزمان، لا يَكَلّ ولا يَمَلّ، والحمد لله. وله في ذلك المؤلفات الكثيرة التي يشهد بفائدتها