الثاني: الفرضُ الكفائي، وهو ما إذا قام به البعض سقط عن الباقين.
فلا يجوزُ أن نجعل الفرض الكفائي كالفرض العيني؛ متساويين في الحكم.
ولو أننا قلنا -تنزلاً: يجب على طلاب العلم الصاعدين أن يكونوا عارفين بفقه الواقع؛ فلا يمكن أن نُطلق هذا الكلام في علماء المسلمين الكبار، فضلاً عن أن نُلزِمَ طلاب العلم بوجوب معرفة الواقع، وما يترتب على هذه المعرفة من فقهٍ يعطي لكل حالة حكمها.
[لا ينكر «فقه الواقع»]
وكذلك لا يجوز -والحالة هذه- أن يُنكر أحد من طلاب العلم ضرورة هذا الفقه بالواقع؛ لأنه لا يمكن الوصول إلى تحقيق الضالة المنشودة بإجماع المسلمين؛ ألا وهي التخلص من الاستعمار الكافر للبلاد الإسلامية -أو على الأقل لبعضها-؛ إلا بأن نعرف ما يتآمرون به، أو ما يجتمعون عليه؛ لنحذره ونحذر منه؛ حتى لا يستمر استعمارهم واستعبادهم للعالم الإسلامي، وهذا لا يكون جزء منه إلا بتربية الشباب تربيةً عقائديةً علميةً منهجيةً قائمةً على أساس التصفية للإسلام من الشوائب التي علقت به؛ ومبنية على قاعدة التربية على الإسلام المصفى، كما أنزله على قلب رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -.