مداخلة: نريد من الشيخ جزاه الله خيراً وبارك الله في عمره أن تنصحنا نصيحة لعل الله سبحانه وتعالى ...
الشيخ: والله ما أدري بماذا أنصحكم؛ لأن نفسي بحاجة إلى من ينصحها، لكن إذا كان ولا بد من أن أُقَدِّم إليكم نصيحة، فأنا أنصحكم ونفسي أولاً بتقوى الله، ثم ببعض ما يتفرع من تقوى الله تبارك وتعالى.
من ذلك أولاً: أن تطلبوا العلم خالصاً لوجه الله تبارك وتعالى، لا تريدون من وراء ذلك جزاءً ولا شكوراً ولا وظيفة ولا منصباً ولا تصدر المجالس، وإنما هو للوصول إلى الدرجة التي خَصَّها الله عز وجل للعلماء حين قال:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات}[المجادلة: ١١].
وثانياً: الابتعاد عن المزالق التي يقع فيها بعض طلاب العلم التي منها: أنه سرعان ما يسيطر عليهم العجب والغرور فينطلق أحدهم إلى أن يركب رأسه وأن يفتي نفسه بل غيره بما بدا له دون أن يستعين بأهل العلم الخاصة من السلف الصالح الذين مضوا وخلفوا لنا هذا التراث النير لنستعين به على القضاء على هذه .... التي تراكمت على مر العصور فعشناها في ظلام دامس، فالاستعانة بأقوال السلف ورأيهم يساعدنا على تجديد هذه الظلمات حينما نرجع إلى فهم الكتاب والسنة، والسنة الصحيحة؛ لأنني عشت في زمن أدركت أمرين متناقضين:
الأمر الأول: حيث كان المسلمون جميعاً شيوخاً وطلاباً عامةً وخاصةً