يعيشون في بؤرة التقليد واتباعهم ليس فقط للمذاهب بل وللآباء والأجداد، عشت هذا الزمن ونحن ندعو إلى الرجوع إلى كتاب الله وحديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.
نحن هنا وهناك في مختلف البلاد الإسلامية وجد دائماً وأبداً أفراد هم الغرباء الذين وصفهم الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في بعض الأحاديث المعروفة التي منها:«إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً، فطوبى للغرباء» جاء في بعض الروايات أنه عليه السلام سئل: من هم الغرباء؟ فقال عليه السلام:«أناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم» وفي رواية أخرى: «هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي» عشنا ذاك الزمن ثم بدأنا نتبين الأثر الطيب لدعوة الدعاة الغرباء المصلحين بين صفوف الشباب المؤمنين، ورأينا هذا الشباب يستقيم على الجادة في كثير من البلاد الإسلامية ويحرص على التمسك بالكتاب والسنة حيثما صحت عنده.
ولكن ما طال فرحنا بهذه الصحة التي التمسناها في هذه السنوات الأخيرة حتى فوجئنا بانقلاب وقع في بعض هؤلاء الشباب في بعض البلاد كاد أن يقضي على آثار هذه الصحوة الطيبة؛ وما سبب ذلك وهنا العبرة والنصيحة إلا لأنه أصابهم العجب وأصابهم الغرور، وما سبب ذلك إلا لأنهم أصابهم العجب وأصابهم الغرور بسبب ما تبين لهم أنهم أصبحوا على شيء من العلم الصحيح ليس فقط بين جمهرة الشباب المسلم الضائع بل حتى بين كثير من شيوخ العلم حيث شعروا بأنهم تفوقوا بهذه الصحوة على أهل المشيخة والعلم المنتشرين في العالم الإسلامي، فما شكروا الله عز وجل حيث وفقهم إلى هذا العلم الصحيح بل اغتروا واشتدوا وظنوا أنهم على علم فأخذوا يصدرون الفتاوى الفجة الغير قائمة على التفقه في الكتاب والسنة، بل إنما هي آراء غير ناضجة ظهرت لهم أنها هي العلم المأخوذ من الكتاب والسنة فضلوا وأضلوا كثيراً.
وليس يخفى عليكم ما كان ما آثار ذلك من وجود جماعة في بعض البلاد