كفار ولا يحكمون بما أنزل الله، ولو نظرت إليهم لوجدتهم كالحكام، لكن سلطة الحاكم بلا شك أوسع ودائرة ظهور عدم حكمة بالإسلام أيضاً أوسع من حكم هؤلاء الأفراد على أنفسهم وعلى أهليهم، لكن مع ذلك هؤلاء لا يُطَبِّقون الإسلام الذي يعلمونه، لماذا؟ لغلبة الأهواء علي نفوسهم، فهم إذاً: مع الحكام في الهوى سوا كما يقولون.
(الهدى والنور / ٤٥٩/ ٣٣: ١٧: ٠٠)
[هجرة أهل فلسطين من الضفة الغربية]
الملقي: يا شيخنا كنا في إحدى الجلسات سأل أحد الأخوة سؤال عن هجرة أهل الضفة الغربية إلى بلد عربي آخره إلى بلد مسلم آخر، لكون الكفار بيعيشوا فيها بيقولوا: إن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بيقول في الحديث:«لا هجرة بعد الفتح»، فهل لهذا الحديث علاقة في الفتوى اللى سمعناها .. شيخنا؟
الشيخ: لا، ليس لها علاقة.
الملقي: ومعنى فوقه الحديث نفسه.
الشيخ: أوه «لا هجرة بعد الفتح» ليس المقصود نفى الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام مطلقاً، وإنما المقصود نفي وجوب الهجرة من مكة إلى المدينة، لأنه في أول الإسلام كان يجب على ضعفاء المؤمنين الذين كانوا في مكة من المستضعفين أن يهاجروا من مكة إلى المدينة بعد أن بدأ الرسول عليه السلام أن يضع فيها أساس الدولة المسلمة، فبعد أن استقر الأمر للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في المدينة، وأخذ الإسلام يستوطئ ويتقوى في الأرض حينئذ قال عليه السلام: لا هجرة بعد فتح مكة، أما الهجرة بصورة عامة فلا تزال، وذلك من عقائد