للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا هو الواقع، وإما أن يكون خبر الله كذباً وهذا كفر حين قال: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: ٧] فالآن نساء غير ملتزمات هل نصرن الله في ذوات أنفسهن؟ الجواب: لا، كيف نتصور أن الله ينصرهم، هذا أمر مستحيل، لكن هؤلاء النساء يفعلن كنساء اليهود، النساء اليهوديات يقاتلوا، وهن أيضاً يرين أنفسهن أنهن يدافعن عن بلادهم ودينهم على عجره وبجره، كما هذول غير المسلمات غير الملتزمات أيضاً يجاهدوا في ظنهم، لكن ليس هذا من الجهاد بسبيل إطلاقاً، لذلك أنا لا أعتقد أنه يوجد في العالم الإسلامي اليوم جهاد بمعنى الكلمة، ولا يمكن أن يتحقق النصر للمسلمين ما لم ينصروا رب العالمين، (ونحن نرى الحكومات نقطع جميعاً نحن كأفراد أن الحكومات الإسلامية لا تنصر شريعة الله)، وهذه الظاهرة التي نحن نحياها الآن أكبر دليل على ذلك، لكن هناك مشكلة: هذه الظاهرة التي يعتقد بها أفراد الشعوب الإسلامية وهي أن الحكومات الإسلامية وأن حكامها لا يحكمون بما أنزل الله ننسى أنفسنا، ونجعل دأبنا ودأب هؤلاء الحكام ونقول: هؤلاء كفار لا يحكمون بما أنزل الله، وقد يكون الأمر كذلك وقد لا يكون هذا يحتاج إلى بحث، لكن نحن نسينا أنفسنا: هل نحن نحكم بما أنزل الله، نحن هناك كما تعلمون من قوله عليه السلام: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية وهي مسؤول، والعبد حتى هو راعي ومسؤول عن رعيته.

فالحاكم مسؤول عن الرعية كلها وهو الحاكم الأعلى، فمن افتتان المسلمين وانصرافهم عن نصرة رب العالمين أنهم يهتمون بغيرهم وينسون أنفسهم، خلاف قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: ١٠٥] فنجد كثيراً من الشباب المسلم كأفراد، ونجد كثيراً من الجماعات الإسلامية دأبهم الحكام أن هؤلاء

<<  <  ج: ص:  >  >>