الشيخ: أيوه، هذه تهمة توجه إلى أنصار السنة وأصحاب الحديث أنهم يجمدون على معالجة بعض المسائل الشكلية وقد يعبرون عنها بأنها مسائل ثانوية، وقد يتسفلون في التعبير فيقولون: هي مسائل من القشور لا ينبغي إضاعة الوقت حولها، وأنهم لا يهتمون بما هو أهم من ذلك، وهذه كما قيل قديماً: شنشنة نعرفها من أخزم، تهمة نعرفها صادرة من أعداء السنة وأعداء العقيدة الصحيحة.
أولئك أقوام يهتمون بما يتظاهرون به، ولا يعملون من أجله؛ يتظاهرون بالاهتمام بإقامة الدولة المسلمة فقط وبمحاربة الطواغيت زعموا، وبتحقيق أن الحاكمية لله وحده، هذه كلمة: الحاكمية لله وحده، ولكنهم أولاً حصروا معنى الحاكمية بمحاربة الحكام في بلاد الإسلام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله مع الأسف الشديد، ولكنهم لا يحاربون الحكام الذين دونهم ولا فرق بين أولئك وبينهم من حيث أن هؤلاء وهؤلاء كلهم لا يحكمون شريعة الله في أنفسهم وفي من يلونهم، كل رجل هو كما قال عليه السلام:«كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته»، فهذا الراعي حاكم في أهل بيته، وهو ينبغي أن يحقق فيهم شريعة الله وأن يحقق الحاكمية لله في حكومته المصغرة، ثم قد يكون له دولة أكبر، قد يكون مثلاً صاحب دائرة، قد يكون معلم مدرسة، قد يكون مدير مدرسة، وهناك