الشيخ: أن بعض الجماعات الإسلامية اليوم ليس فقط لا يقيمون وزناً [للقواعد] الشرعية الهامة، بل يزيدون على ذلك قولاً وهو أنهم يقولون: هذه قشور، ويجب أن نشتغل باللباب، هذه في الحقيقة من أكبر المصائب التي حلت في كثير من الشباب في العصر الحاضر، لأنه لو كان هذا التمييز أو هذا التفريق بين القشر واللب لو كان شرعاً لتطلب علماء في الشرع ليميزوا بين الأمرين ويصنفوهما كما فعل الفقهاء حينما ميزوا الفرض عن السنة، هذا عند عموم الفقهاء والحنفية خاصة، ميزوا بين الفرض والواجب، فهذا التمييز بين الفرض والسنة بلا شك يحتاج إلى علم بالشريعة بكتابها وبسنة نبيها - صلى الله عليه وآله وسلم -، فكان يمكن بالنسبة للعلماء لو كان حقاً أن في الإسلام قشوراً إضافة على اللب فمن الذي يستطيع أن يميز بين القشر واللب؟ هم العلماء، فمن الذي يقول: يجب أن لا نشتغل اليوم بالقشور وعلينا باللب؟ هم الجهال، هم القشور، لذلك يترتب من وراء هذا هدم الإسلام، لأننا سنقول: أنت تقول: الشيء الفلاني قشر، فما أدراك لعله لب، ثم ما تسميه لباً ما يدريك لعله قشر، وكل من الصنفين المعارضين للب والقشر كلاهما اليوم واقع، فكثير من المسائل الاعتقادية حينما تثار يثورون، ويقولون: دعونا الآن من المسائل الخلافية، وأي مسألة ليست من المسائل الخلافية، فإذاً: ما فائدة تفصيل هذا؟
إذا تحدثنا عن اللب قالوا: دعونا من هذا، هذا يفرق الصف ويفرق