توبة؟ فأجابه: من يحول بينك وبينها» توبة ولكنك هنا الشاهد بأرض سوء فاخرج منها إلى الأرض الفلانية الصالح أهلها فخرج من قريته وهذا يدل على حرصه على التوبة؛ لأنه حينما سمع الجواب من العالم الناصح ما قال كما يقول الناس اليوم: يا أخي أنا مضطر وضاقت بي الحياة في أرض الإسلام فأريد أن أذهب إلى بلاد الكفر، لا ما قال شيئاً من ذلك إطلاقاً وإنما رأساً خرج من القرية التي عاش فيها وتربى فيها وأفسد فيها إلى القرية الصالح أهلها، وهنا جاءه الموت فاختلفت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فيمن يتولى قبض روحه فأرسل الله عز وجل إليهم حكماً أن انظروا إلى أي القريتين كان أقرب فألحقوه بأهلها فقاسوا ما بينه وبين كل من القريتين فوجدوه أقرب إلى القرية الصالح أهلها بمقدار ما يميل الإنسان في أثناء مشيته؛ لأن الإنسان ما يمشي هكذا، فتولته ملائكة الرحمة.
إذاً هذا الرجل العالم الرجل الفقيه:«إنك بأرض سوء فاخرج منها» فما بال المسلمين اليوم يهاجرون اليوم من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر وهي كلها فسق وفجور، فساد في العقيدة، فساد في السلوك في الأخلاق في المعاملات في كل شيء كما وصفت: واسأل به خبيرا.
(الهدى والنور / ٣٦٠/ ٣١: ٢٢: ٠٠)
[باب منه]
السؤال: ماذا على المؤمن الذي يعيش في أرض الكفار حتى يصون نفسه ودينه؟
الجواب: عليه أن ينجو بنفسه من بلاد الكفر التي يعيش فيها، وأن يخرج منها سراعاً إلى بلد من بلاد المسلمين.