السائل: مفهوم هذه العبارة المفهوم الصحيح: «نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه».
الشيخ: نعم هذه عبارة يرددها بعض الدعاة الإسلاميين، الذي نرى نحن أنهم دعاة إسلاميون عامة، إسلامًا عامًا، أما الدعاة إلى إسلام مرجعه الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، فنحن لانعلم جماعةً تقومُ بهذه الدعوة الحق، إلا الذين يعلنون على أنفسهم إنهم من أهل الحديث، أو أنهم من أنصار السنة، أو أنهم أتباع السلف الصالح. أما الجماعات الآخرى فلا يعلنونها، وإن كانوا يكتفون بقولهم: نحن معكم على الكتاب والسنة، ولكنها كلمة يقولونها، لا يستطيعون تطبيقها بحذافيرها، لأنهم لم يعنوا بدراسة الشريعة على ضوء الكتاب والسنة إلا بقدر يسير، فهم يقولون: نتعاون على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه، هذا الكلام كما يقال له محل من الإعراب، إذا وضع له قيد وهو أما الفقرة الأولى فلا إشكال فيها: نتعاون على ما اتفقنا عليه، إنما النظر في الفقرة الثانية: ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه هذه الجملة الثانية معقولة فيما إذا وضعنا لها قيد ألا وهو: يعذر بعضنا بعضًا بعد القيام بواجب التناصح: «الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة» قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال:«لله ولكتابه ولأئمة المسلمين ولعامتهم».