الشيخ: لقد جاء في الحديث الصحيح كما تعلمون إن شاء الله جميعاً قوله عليه الصلاة والسلام: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض».
والسنة في لغة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - معناها: أعم من السنة في اصطلاح الفقهاء، الفقهاء اصطلحوا ولا مشاحة في الاصطلاح: أن السنة هي التي تقابل الفريضة، وهي التي تكون دون الفريضة، والتي يخير فيها المسلم بين أن يأتي بها، ويكون له على ذلك أجر عظيم، وبين أن يدعها، ولا يكون عليه إثم لا كبير ولا صغير، وهذا مأخوذ من قوله عليه الصلاة والسلام لذاك الرجل الذي جاء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يسأله عما فرض الله عليه فذكر له خمس صلوات في كل يوم وليلة، مما ذكر له صيام رمضان، قال في آخر الحديث الرجل السائل:«هل علي غيرهن؟ قال: لا إلا أن تطوع» أي: إلا أن تتنفل ما عليك إلا أن تأتي بما فرض الله عليك إلا إذا شئت أن تتنفل، أي: أن تأتي بالنوافل والسنن التي لم تفرض عليك، فهذا أفضل لك. ماذا قال ذلك الرجل؟ قال: والله لا أزيد عليهن ولا أنقص، أنا رجال قنوع أرضى بأن آتي فقط بالفرائض، وما سوى ذلك لا أزيد ولا أتي بشيء من النوافل، فماذا كان موقف الرسول عليه السلام تجاه هذا الكلام؟ لم يكن ما جاء في الحديث الذي لا يصح نسبته إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، ويأتي ذكره في بعض كتب الفقه