السؤال: قال بعض الناس إن التسامح مع أهل البدع الاعتقادية الغليظة مذهب تلفيقي لا يمس الإسلام بصلة، فقول هذا الرجل البدع الاعتقادية الغليظة هل هو قيد صحيح، بمعنى هل التسامح مع غير أهل البدع الاعتقادية والغليظة يجوز ومن الإسلام؟
الشيخ: لا شك أن هناك فرقاً في المخالفة بين عقيدة وأخرى، وبخاصة إذا تذكرنا أن التفريق بين العقيدة وبين الأحكام الشرعية العملية هو مجرد اصطلاح، ولقد كان لهذا الاصطلاح أثره السيئ في بعض الفرق الإسلامية قديماً، والجماعات الإسلامية حديثاً، فقد استغلوا هذا التفريق ليردوا وجوب الأخذ بعشرات إن لم أقل المئات من الأحاديث الصحيحة بدعوى أن هذه الأحاديث ليست عملية، وإنما هي اعتقادية فكرية ليس لها علاقة بالأحكام الشرعية، ومن الواضح أنني أعني بهذا البيان من ينسب إليه القول من الماضين ومن يتبناه من المعاصرين أنه لا يجب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة، فهذا بلا شك قول باطل لا يقوم عليه دليل من الشرع فضلاً عن العقل إن كان للعقل حجة في الأحكام الشرعية، فيتبنى هذا بعض الأحزاب الإسلامية اليوم، فعارضوا عن الأخذ بأحاديث كثيرة صحيحة؛ لأنها ليست عملية وردي على ذلك أن أي حكم