الملقي: يسأل السائل فيقول: يواجه بعض الشباب إشكالات ومواجهات مع أهليهم وآبائهم بسبب تطبيقهم للسنة والتزامهم بها، ما هي نصيحتكم لهم وتوجيهاتكم إليهم؟
الشيخ: هذا السؤال الحقيقة من مواضيع الساعة وهو مهم، فلأنني بحكم اتصالي مع الشباب المسلم واتصالهم بي أعلم أن كثيراً من هؤلاء الشباب «يخالفون الإسلام في معاملتهم لآبائهم بحجة التمسك بالسنة»، ولذلك فلا بد من لفت نظر هؤلاء الإخوان الشباب الحريصين على التمسك بالسنة في كل بلاد الإسلام، فأقول: أولاً لا بد من حصر الموضوع بين الابن ووالده ووالدته؛ لأن للوالدين حقوقاً لا يشاركهما أحد من الأقارب الآخرين، فالولد البار والذي يريد التمسك بالسنة ولا يجد مساعداً على ذلك من والديه لا شك أن موقفه دقيق جداً، لهذا ألفت نظره إلى التقسيم التالي للسنة، السنة بالمعنى الفقهي هو ما كان دون الفرض أو الواجب - «ولا يأكلن أحدكم بيده اليسرى ولو لقمة واحدةً» - السنة بالمفهوم الفقهي هو ما كان غير فرض أو واجب على الخلاف بين بعض المذاهب من التفريق بين الواجب والفرض، أما السنة بمعناها الشرعي فهي الشريعة التي جاءت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - والمنهج والطريق الذي سار عليه الرسول -عليه السلام- وهو الصراط المستقيم الذي قال عنه رب العالمين في القرآن الكريم:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}[الأنعام: ١٥٣]، فالسنة بالمعنى الشرعي هو هذا الصراط المستقيم هو شريعة رب العالمين، هذه الشريعة فيها ما هو فرض، فيها ما ليس بفرض، فهذا