للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجب أن يكون في بال الولد البار الصالح، وحينئذٍ يستحضر مع هذا التقسيم قول الرسول الكريم: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» فإذا ابتلي أحد هؤلاء الشباب بأحد الوالدين أو بكليهما معاً يحولون بينه وبين قيامه بما فرض الله عليه فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، أما إذا منعوه مما ليس بفرض، أي على التعبير الفقهي: مما هو سنة، يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، حينئذٍ فعلى هذا الولد البار أن يطيع والديه، وأن يترك السنة التي لا

يرضونها منه، أما الفرض فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولعل المسألة تتضح تماماً بضرب مثال واحد للفرض الذي لا يجوز أن يطاع فيه الوالد أو الوالدة، ومثال آخر للسنة التي لا يرضاها الوالد من ولده، فينبغي حينئذٍ أن يترك السنة ولا يخالف طاعة الوالد، مثال الأمر الأول، أي الفرض الذي لا يجوز للولد أن يطيع والده إذا كان هذا الولد كما جاء في السؤال ناشئاً في طاعة الله، وهو يريد أن يكون أحد السبعة الذين جاء ذكرهم في الحديث المتفق على صحته من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال قال: رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد»، فهو يريد أن يكون شاباً في طاعة الله، وقلبه معلق بالمسجد، فهو لا يكاد يسمع قول المؤذن يقول: حي على الصلاة حي على الفلاح إلا ينطلق من بيته من حانوته من دكانه من عمله مع أبيه إلى المسجد، الأب يقول: لا، نحن الآن في وقت عمل، في وقت شغل، عاوزينك، من هذا الكلام الفارغ، هنا نقول: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لا يجوز لهذا الولد أن يطيع والده في ترك إقامة الصلاة في المسجد، هذا مثال والأمثلة تكثر وتكثر جداً.

مثال آخر: هذا الشاب نشأ على السنة وهو لا يريد مثلاً أن يكون ثوبه إلا إلى نصف الساقين، بيقول له أبوه: هذه بهذلة هذه، مسخرة هذه، هي مش جميلة أنا لا أريد لك هذا اللباس، إنما إذا كان ولا بد خل الدشداشة أو القميص أو

<<  <  ج: ص:  >  >>