الجلابية أطول من نصف الساق، هنا أنا أقول له: أطع والدك؛ لأنك إذا أطعت والدك في هذه المسألة لا تعصي ربك، ونحن قلنا إن القاعدة: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وليس كذلك، ونبقى عند المثال نفسه، ولا نعدد -أيضاً- كما قلنا في المثال، لو قال له: ينبغي أن تطيل القميص هذا أو الدشداشة إلى ظهر القدمين إلى ما دون الكعبين لا يطاع؛ لأنه قال -عليه السلام-: «فما طال ففي النار»، على هذا الميزان يجب على الأبناء الأبرار أن ينطلقوا مع آبائهم، طاعة لهم ومعصية لهم، طاعة فيما لا معصية لله، ومعصية لهم فيما فيه طاعة لله -تبارك وتعالى-، مما لا بد منها، هنا صورة سمعتها مراراً وتكراراً: بعض الأبناء من هؤلاء يعيشون في كنف آبائهم، فإذا أصر الأب على ابنه على إطاعة أبيه في معصية ربه وإلا يضطر الولد أن يخرج خارج دار أبيه وهو لا يستطيع، كثير من الأبناء خاصة إذا كانوا في أول السن ١٥ - ١٦ ليس لهم مهنة، ليس عندهم صنعة حتى يستطيعوا أن يستقلوا بإعالتهم لأنفسهم بأنفسهم، فهو في هذه الحالة نحن نقول له: هو لا يأذن لك بأن تصلي في المسجد مع المسلمين، لا تحضر جمعة ولا جماعة، هذا يجوز في الإسلام، فحينما يسألني أقول لك: إن استطعت أن تخرج عنه وتستقل بنفسك فهذا واجبك، وإلا فالضرورات تبيح المحظورات، هذا جواب هذا السؤال.