للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الاغتيالات]

مداخلة: يقول السائل هنا هل يجوز اغتيال بعض رؤوس الطواغيت الذين يحاربون الإسلام عن طريق الفكر أو العمل؟

الشيخ: الاغتيال في الإسلام يجوز ولا يجوز، يجوز حينما تقوم قائمة الحكومة المسلمة وعليها حاكم يحكم بما أنزل الله، ويكون من حكمه بما أنزل الله، يكون لديه مجلس شورى كما قال تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: ٣٨]، ويكون في هذا المجلس من كل ذوي الاختصاصات كما قلنا آنفاً من العلوم الكفائية.

فإذا رأى الحاكم المسلم وهو يدير الحكم على ضوء الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح كما ذكرنا، إذا رأى أن من مصلحة المسلمين والدعوة الإسلامية اغتيال رأس من رؤوس المنافقين أو الملحدين جاز تنفيذ أمر هذا الحاكم، أما ما يقع اليوم من تصرفات فردية لبعض الناس أو الشباب المتحمسين، أو بعض الجماعات التي تغلوا في دعوتها، وتحارب الإسلام من حيث أنها تزعم أنها تخدم الإسلام؛ لأنها تسير في فهمها للإسلام، ليس على الخط المنهجي السلفي الذي ذكرناه قبل الصلاة، أما ما يفعله هؤلاء الشباب المتحمسون، فهذا أولاً لا يجوز، وثانياً تكون العاقبة خسارة بالنسبة للمسلمين المستضعفين في الأرض، فهذا الغدر لا يجوز في مثل هذا الوقت، وإنما حينما تقوم قائمة الدولة المسلمة وعسى أن يكون ذلك قريباً، هناك يرد مثل قوله عليه الصلاة والسلام: «الحرب خَدعة» أو: خُدعة. أو: خِدعة، أما الآن فلا يجوز.

(الهدى والنور /٦٣٣/ ٥٤: ١٩: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>